( تابع )عن حياة رسولنا الكريم100

بسم الله الرحمن الرحيم

أراد
النبي صلى الله عليه وسلم أن يفتح مكة من الداخل بدلا من
تطويقها من الخارج ، أي أراد أن يتغلغل في بطون قريش ويوجد له حلفاء من بينهم ويكون
له وجود في قلبها ، وفي هذا دليل على عزيمة النبي صلى الله عليه
وسلم التي لا تنثني ولا تلين ، وهكذا فليكن الدعاة إلى الله .

تجاوز
النبي صلى الله عليه وسلم الصدمة الشديدة التي تلقاها في
الطائف سريعا ، ونظرة عميقة راشدة سمت به عن حضيض الانتقام للنفس والانتصار للذات ،
جعلته يقول لملك الجبال عندما عرض عليه أن يطبق بأهل مكة جبليها :
لا لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا .

إن
العفو عند المقدرة خلق أصيل من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
، ففي كثير من مواقف السيرة العطرة نلحظ منه عليه الصلاة
والسلام عفو الأقوياء ، مثل موقفه لما عرض ملك الجبال عليه أن يطبق بأهل مكة
الأخشبين وموقفه عليه الصلاة والسلام من أهل مكة يوم فتحها
وغيرها من مواقف الشهامة والمروءة .

نلحظ من قول النبي صلى
الله عليه وسلم لملك الجبال : ( لعل الله أن يخرج من
أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ) تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن موقف أهل مكة أو أهل الطائف يومئذ
يدعو للتفاؤل ، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام كان ينظر
إلى المستقبل بعين ملؤها الفأل والرجاء الحسن .

فصلوات
الله وسلامه عليه